القائمة الرئيسية

الصفحات

خلاصة محور الحكاية المثلية (كليلة و دمنة لعبد الله ابن المقفّع)

التنقل السريع
    الحكاية المثلية
    (كليلة و دمنة لعبد الله ابن المقفّع)

    تعريف الحكاية المثلية :
    هي قصّة أغلب أبطالها و شخصياتها من الحيوانات يعتمدها الكاتب للتعبير عن فكرة أو عبرة أو مبدإ خلقي أو قاعدة سلوكية 

    يراد تعليمها و تعميمها لتستقيم الحياة و يصلح ما بها من ضروب الخلل
    بناءا على هذا التعريف توظّف الحكاية المثلية امّا لعرض صور و مواقف ممّا ينبغي الاقتداء ب هوامّا لعرض صور و مواقف ممّا ينبغي اجتنابه و طرده
    = غاية الحكاية المثلية في الحالتين النفع و الاصلاح
    1 –الخصائص الفنية :
    -البنية الثنائية :
    بناء الحكاية المثلية متماثل فكل أبواب كتاب كليلة و دمنة تنطلق من قصّة اطار يطلب فيها الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبة أن يشرح له مثلا سائدا : "قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف : اضرب لي مثلا لمتحابّين يقطع بينهما الكذوب المحتال المحتال حتّى يحملهما على العداوة و البغضاء ". فيلبّي الفيلسوف بيدبا طلبه بسرد حكاية مثل حكاية الاسد مع الثور و دمنة
    الحكاية المضمّنة قد تصبح بدورها قصّة اطارا تتولّد عنها قصّة مضمّنة (قصّة القملة و البرغوث تولّدت عن قصّة دمنة في اطار سعيه الى تحريش الاسد على الثور )
    = علاقة القصة المضمّنة بالقصّة الاطار أنّها تنقل المثل من حيّز التجريد الى حيّز الاجراء ، بمعنى أنّ المثل أو الحكمة يستدلّ على فهم معانيها و أبعادها بذكر قصّة تفيض حياة بما توفّر فيها من مقوّمات قصصية من شأنها أن تسهّل على القارئ فهم ما ورد مجرّدا نظريّا .
    -النزعة القصصية :
    القصّة في كليلة و دمنة ممتعة مسليّة لكن الامتاع و التسلية ليسا مقصودين لذاتهما ، و انّما الغاية منها عملية التّأثير في القارئ و تهيئة سبل الاقناع و من أبرز المقوّمات القصصية في كليلة و دمنة .
    أ –السّرد :
    *المكان  : عادة ما ترتبط الامكنة في الامثال بالطبيعة فهي الغابة أو الاحجمة وهي المؤثّثة بمؤثّثات بعضها مستمدّ من الطبيعة و البعض الآخر مستمدّ من عالم البشر
    = هذه الامكنة لم تكن محدّدة جغرافيّا و لا سياسيّا فهي أمكنة مطلقة مما يمنح الاحداث التي تدور فيها نزعة اطلاقية تجعلها صالحة لكل زمان و مكان .
    = هذا الاطلاق يقرّب الحكاية من الحكمة وهو ما يكسب الامثال قدرة على الاقناع باعتبار أن الحكمة لها تأثير سحريّ فب النفوس .
    ب –الزّمان :
    لا يتوفّر في الحكايات المثلية ومن خارجيّ ، فالأحداث ترجع الى مطلق الزمان اذ تبدو غير محدّدة
    =هذا الاطلاق في الزمان يقرّب الحكاية من الحكمة التي لا تتقيّد بزمان محدّد .
    استنتاج :
    الاطلاق في الزمان و المكان يكسب الامثال طرافة تشدّ القارئ الى أحداثها و تدعوه الى التّأمّل في حكمها و مقاصدها ، وهو أمر يسهّل تحقيق وظيفة حجاجيّة هي الاقناع .
    ج –الشخصيات : لعل ميزة الامثال في كتاب كليلة و دمنة تكمن في اجراء الحكايات على ألسنة الحكايات
    = لعلّ هذه السلوكيات هي التي تجعل الحدث ممتعا ، مسلّيا لأنّه تأسّس على غريب الموقف و شاذّه .
    = هذه الغرابة تصدم ذهن القارئ و تدعوه الى التّأمّل في أبعاد هذه الشخصيات الطريفة و ما تنجزه من أعمال خارقة للمألوف .
    = طرافة حضور الشخصيات مدخل إقناع القارئ بقيمة الأفكار التي يدافع عنها الكاتب .

    د –الأحداث :
    هي في العادددة مرتبطة بحكاية قصيرة موجزة طريفة في معناها من قبيل : الحمامة المطوّقة – القملة و البرغوث أو الكبيب المدّعي للمعرفة .
    المتأمّل في هذه الاحداث يجد أنّها عادة ما تنتظم وفق وظائف قصصية يمكن اجمالها في ثلاث مراحل
    وضع الانطلاق : وهو وضع تكون فيه الاحداث هادئة مستقرّة تسير بشكل لا يوحي بأيّة غرابة
    سياق التحول يتألف من طورين :
    قادح التحوّل : وهو ما يقترن بتدخّل عنصر أجنبي يربك الحدث و يوتّره (حضور البرغوث)
    العقدة " وهي مرحلة التّأزّم التي تبلغ فيها الاحداث طريقا مسدودا (لدغ البرغوث للرجل الغني)
    وضع الختام : يمثّل المرحلة النهائيّة و فيه تكون العبرة من وراء كل ما وقف (موت القملة و فرار البرغوث)
    = تتولّد الطرافة و المتعة من تتابع الاحداث و تسلسلها بشكل يشدّ القارئ و يشوّقه و يدفعه الى البحث على الحكمة التي تنطوي عليها الاحداث و التي يسعى الكاتب الى اقناع المتقبّل بها .
    ب –الوصف :
    ان الوصف على قلّته في الحكايات يساهم في احداث طرافة مستمدّة من التركيز على صفات تساهم حتما في تطوير الاحداث وفق غاية حجاجيّة رسمها المؤلّف و خطّط لبلوغها
    كما يعبّر الوصف عن موقف السّارد من شخصياته :"انطلق دمنة فدخل عاى شتربة كالكئيب الحزين ".
    = السّارد تسخّر من هذه الشخصية باقرار تظاهرها بعكس حقيقتها .
    = سخرية السارد من هذه الشخصة غايتها حمل القارئ على نبذ هذه الشخصية لانّها تجسّد قيما متدهورة يسعى السارد الى اقناعه بضرورة تجنّبها و احلال قيم أصيلة بدلا عنها .
    ج – الحوار :
    هو حوار يجمع عادة أطرافا حيوانية و يعقد حول قضايا متعدّدة بعضها يتعلّق بالسّياسة و بضها الآخر يتعلّق بالمجتمع .
    = يحقّق الحوار الوظائف المأثورة لدى البشر فيأتي أحيانا استرجاعيّا و أحيانا جداليّا و أخرى تبريريّا و هو أمر يجعل الحدث طريفا ممتعا مسلّيا لأن القارئ لم يعتد ان يجري الحوار على ألسنة الحيوانات
    = مثّل الحوار مجالا يعرض الكاتب من خلاله أفكارا ترد على لسان الشّخصيات ، بعضها يدعونا الى الالتزام  بها و اقرارها و بعضها الآخر بنفّرها الى تجنّبها ( مثال قال الفيلسوف :"ان العاقل لا يعدل بالاخوان شيئا":الفيلسوف يقدّس قيمة الصداقة وهي فكرة يتبنّاها ابن المقفّع و يسعى الى الاقناع بها )
    -النزعة الحجاجيّة :
    كثّف السارد من استعمال أساليب تخدم البعد الحجاجي  :
    الجمل الخبرية و التقريريّة
    التركيب الشرطي التلازمي
    النهي
    النفي
    التعليل
    الحكمة
    الاستفهام
    الاستدراك
    التفصيل

    تعليقات